صور امطار الخير والبركة التي هطلت علي قرية نخل جمال في يوم الثلاثاء والخميس 16 و18 من شهر -
محرم سنة 1435 هجرية.
ان الزراعة عند اهل نخل جمال ؛وبالخصوص زراعة الحنطة والشعير تتوقف علي هطول الامطار وغزارته .
وهي علي مرحلتين :
الاولي : تبتدئ هذه المرحلة من اوايل برج ( العقرب ) اي 8/1 وتسمي بزراعة( الخِشكار )
الثانية: تبتدئ مرحلة الثانية من اوايل برج (القوس) اي 9/1 وتسمي بزراعة ( الّتر كار )
وعندهم حكمة تقول : (خشكار نون است وتركار خدا دون است )
يوم الثلاثاء 8 من محرم سنة 1435هجرية الساعة الثانية عشر ؛حان وقت اذان المغرب في قرية نخل جمال،
هاكذا توحي لنا هذه الساعة العتيقة .
ساعة مسجد نخل جمال الجامع، مازالت في حُلتها الاصيلة ودقاتها الانينة ؛
انها معلّقة علي صفحة جدار المسجد من الناحية الامامية ؛ انها حكاية من
حكاية الماضي ورمز من رموزه ،مرّ عليها سنون واعوام ، ومازالت محافظة-
علي هويتها واصالتها العربية ؛ رأت اناساً ولمستها ايادي اجيال وآنست مؤذنين وآلفت
أئمة هداة .......
دقائق قبل الاذان . . كأني اري المؤذن وربما امام المسجد واقفا خارج المسجد
وربما متكئا علي زاوية من زواياه، يتأمّل غروب الشمس تارة ويحّلق نظرة الي
الافق البعيد تارة اخري ؛ توشك الشمس ان تلملم خيوطها الذهبية ولم يبقَ علي-
علي الغروب الا دقائق او ثوان؛ ونحن في شغف وانتظار وصول عقارب الساعة
علي الثانية عشر (12) كي نسمع دقّات الساعة التي مازالت محفورة في الذاكرة ؛
وفي هذه اللحظة تسمع اصوات من داخل المسجد يُنادي بصوت منخفظ : ايها
المؤذن قد حان وقت اذان المغرب .....
لمحات/ محمد عبدالله الابنودي