المكان: اجفير علي تقع شرق قرية نخل جمال
الزمان : عصرية يوم الجمعة، 23 من جمادي الثاني سنة 1434 هجرية
قادني القدر الي هذه المنطقة التي تسمي ( اجفيرعلي ) فطال ما سمعت عنها من اقوال واحاديث ؛ فرايتها
اطلالا خربة لعبت فيها ايادي الزمن، وبعض الآبار اصبحت اعشاسا ومأوي لبعض الحمام المهاجرة ؛
انها حكاية من حكاية الماضي، ورمز من رموزه ؛حكاية اناس وامجاد ،كم جلسوا واستمتعوا ورووا –
الحكايات والقصص ؛ حكاية القاب واسماء؛ حكاية فيبلة العوفي وقبيلةابوالفتح اللتان جلستاهنا وعاشتا بسلام-
ومحبة شربتا مع بعض من ماء آبار هذه المنطقة وتنعّمتا من خيرات وبركات ارضها. لاتنس نخل عوف
التي تقع جهة القبلة من هذا المكان ؛ لها بهذه المنظقة ارتباط عميق ووثيق .
هكذا استمرت الصحبة بين هاتين القبيلتين سنوات عديدة ، فبسب شحيح الماء بهذه المنطقة وبسب تحرّشهم –
من بعض القبايل هاجرتا الي ارض تسمي :نخل جمال ، وهذه المنطقة في تلك الفترة معروفة بمائها الوافر ،
وهو ماء الفلج المتدفق من العيون المتواجدة في اعالي الجبال ؛ وارضها الخصبة ،المناسبة للزراعة
ولرعي الاغنام ؛ وتعتبر هاتان القبيلتان من الاوايل التي سكنتا هذه المنطقة كما تقول الروايات والاخبار؛
ثم بعد ذالك وبسب الماء وخصب الارض توافدت اليها القبايل و الجموع من كل جهة وحدب .
تابع الصور بالنقر علي اضافة مطلب
مشاهد من رمسة عصرية يوم الجمعة 23 من جمادي الثاني سنة 1434 هجرية
عادتا لنا جلسة مع الشيوخ والشباب بعد صلاة العصر تحت الغافة التي بجوار المسجد . في الغالب لايزيد افراد
المجموعة علي ستة افراد يزيد اوينقص ووقتها لايزيد عن الساعة . رمسة في الهواء الطلق يتبادل الكلام فيها
عن قصص الاولين واسلوب معيشتهم ، كلام عن الزراعة والحصاد ؛ كلام عن ركوب النخيل والسفر في القيظ الي النخيل ، كلام عن الخوص ؛ كلام عن السفر فوق الابل من منطقة الي منطقة ؛ كلام عن المهن التي كانت متداولة في هذه المنطقة ؛ كلام يجر بعضه بعضا .
فلنرسوا سويّاً في ذكريات الماضي وعبق الحاضر وامل المستقبل
تحميل فيديو :
http://s4.picofile.com/file/7742647090/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B1%
قلنا سابقا تبتدئ الزراعة عند اهل الزراعة اول برج القوس 9/1/من كل سنة وتعتمد هذه عند عرب فارس
علي هطول المطر؛ وكما اسلفنا ان الزراعة في الماضي شاقة ومتعبة ، فتعتمد في تلك الفترة علي الحيوانات
كالحمار والثور وهذا يستغرق اياما وربما اشهر ولاكن في ايامنا هذه مع توفر الآلات الحديثه لا يستغرق
الزرع الا ساعات.
بداية الزرع وحان وقت حصاده : مضي اربعة اشهر اواكثر من بداية الزرع ؛ ففي هذه الفترة وفي
حضانها ينمو الزرع ويشتد اخضراره شيئا فشيئا ،وانّ الزّارع في هذه الفترة لا راحة له ولا استقرار
يكثر كلامه وحديثه عن نموّ الزرع وهطول المطر ويراقب زرعه من بعيد وقريب ويعدّ الايام
والليالي وينتظر الساعا ت التي يحين فيها وقت الحصاد .
يبتدئ الحصاد عند عرب فارس اواخر برج الحمل ، ففي هذا الوقت يستعد الزارع لحصاد زرعه
الذي كان يعد الساعات من اجله فيحمل داس الحصاد الذي يعتمد عليه في الماضي .
ويكون الحصاد في الماضي باليد او بالآلة التي يعتمد عليها وهي ( الداس ) او داس الحصاد .
يستغرق الحصاد في الماضي اسابيع وربما اشهر . ولاكن في ايامنا هذه عند وجود الآلة الحديثة
لايستعرق الحصاد الا ساعات .
تحقيق / محمد عبدالله الابنودي 20 من جمادي الثاني سنة 1434 هجرية